مصر بلا مبارك
مصر بلا مبارك
بات
المصريون ليلتهم أمس، للمرة الأولى منذ نحو 30 عاماً، من دون الرئيس حسني
مبارك الذي حصل على لقب الرئيس السابق. وكتب الشعب تاريخاً جديداً، فأصبح
ممكناً ما كان مستحيلاً، بعد 18 يوماً من الثورة التي أطلق شرارتها الشباب،
ونجحوا في إجبار مبارك على إعلان التنحي عن الحكم لتطوي مصر صفحة حكمه.
وعمت الاحتفالات أنحاء مصر بعدما ألقى نائب الرئيس عمر سليمان بياناً
عبر التلفزيون الرسمي أعلن فيه أن مبارك تنحى عن الحكم وعهد بأمور البلاد
إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وظلت مساندة الجيش للثورة منذ تفجرها في
25 كانون الثاني (يناير) الماضي نموذجاً للعلاقة بين شعب وجيشه، إذ أظهر
التعامل الراقي لرجال الجيش مع المحتجين سواء في ميدان التحرير أو باقي
أنحاء مصر، أن الجيش رد الجميل للشعب الذي كان أيد تحرك الجيش في العام
1952 وحوله إلى ثورة.
وحرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة على طمأنة الشعب في بداية توليه
السلطة، فأكد أنه «ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب». وحيا المجلس
في البيان الرقم 3 الذي تلاه مساعد وزير الدفاع اللواء أركان حرب محسن
الفنجري الرئيس مبارك «على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن»،
رغم أن الجيش مارس ضغوطاً على مبارك ليتنحى، وفقاً لما أكدته مصادر مطلعة
لـ «الحياة». وحيا الفنجري الشهداء «الذين ضحوا بأرواحهم فداء لحرية وأمن
بلدهم». وما أن تلفظ مساعد وزير الدفاع بكلمة «الشهداء»، إلا وتوقف عن
تلاوة بيانه وأدى التحية العسكرية. ورحب مختلف الأطياف بتنحي مبارك. وقال
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لـ «الحياة» إنها المرة الأولى في
تاريخ مصر ومن المرات النادرة في التاريخ العالمي أن يقوم الشباب بـ «ثورة
بيضاء» تنتهي بتنازل رئيس الدولة «في عملية غاية في التحضر وعلامة على
التصميم والإصرار خلقت مزاجاً وجواً مختلفاً في مصر والعالم العربي كله».
وأضاف: «يجب أن ننظر إلى المستقبل وبناء مصر على أساسين: أولهما الوحدة
القومية وثانيهما الاتفاق على أجندة وجدول أعمال لإرساء الديموقراطية
والإصلاح الشامل». وعن مخاوف البعض من التحول إلى حكم عسكري في ضوء تولي
المجلس الأعلى للقوات المسلحة القيادة، قال موسى: «لا تنسى أن الشعب هو من
دفع الأمور إلى هذه النتيجة التاريخية، ولا يجب أن ننسى دور الجماهير التي
حققت هذا التحول. ومطلوب أن يلتحم الجيش والشعب في هذه اللحظة التاريخية».
ورفض الإفصاح عن خططه للترشح للرئاسة، قائلاً: «لنتابع التطورات».
وقال نائب مرشد «الإخوان المسلمين» الدكتور رشاد البيومي لـ «الحياة» إن
تنحي الرئيس «شيء طيب جداً»، مشيراً إلى أن خطاب التنحي «مثّل انهياراً
لهذا النظام من قمته إلى أخمص قدميه... ونرجو الله أن يكون التنحي بداية
جيدة لمراحل تالية جيدة بحيث تنتقل السلطة انتقالاً سلمياً إلى حكومة مدنية
ديموقراطية تكون عاملاً هاماً في استقرار مصر».
وكتب مفجر «ثورة الشباب» وائل غنيم على صفحته على موقع «تويتر»: «مبروك
لمصر... المجرم غادر القصر»، فيما كتب المدير العام السابق للوكالة الدولية
للطاقة الذرية محمد البرادعي على صفحته على موقع «فيسبوك»: «هذا أعظم يوم
لي وللمصريين. مصر أصبحت الآن محررة ويستطيع المصري أن يعيش فيها بكرامة
بعد أن استرد الشعب حريته وآدميته»، مضيفاً أن «مصر ستكون دولة ديموقراطية
تقوم على العدالة الاجتماعية». وحيا موقف الجيش «الذي سنعمل معه خلال
المرحلة الانتقالية لتحقيق انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة». وقال إنه لا
ينوى الترشح للانتخابات الرئاسة المقبلة. واعتبر المعارض البارز أيمن نور
أن يوم تنحي مبارك «يوم عظيم».
وقال مساعد وزير الدفاع في البيان الرقم 3: «بسم الله الرحمن الرحيم
البيان رقم 3 من المجلس الأعلى للقوات المسلحة: أيها المواطنون، في هذه
اللحظة التاريخية الفارقة من تاريخ مصر، وبصدور قرار الرئيس محمد حسني
مبارك بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة
بإدارة شؤون البلاد، ونحن نعلم جميعا مدى جسامة هذا الأمر وخطورته أمام
مطالب شعبنا العظيم في كل مكان لإحداث تغيرات جذرية، فإن المجلس الأعلى
للقوات المسلحة يتدارس هذا الأمر مستعينا بالله سبحانه وتعالى للوصول إلى
تحقيق آمال شعبنا العظيم وسيصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاحقا بيانات
تحدد الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع. مؤكدا في نفس الوقت أنه
ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب، ويتقدم المجلس الأعلى للقوات
المسلحة بكل التحية والتقدير للسيد الرئيس محمد حسني مبارك على ما قدمه في
مسيرة العمل الوطني حربا وسلما وعلى موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا
للوطن، وفي هذا الصدد فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتوجه بكل التحية
والإعزاز لارواح الشهداء الذين ضحوا بإرواحهم فداء لحرية وأمن بلدهم ولكل
أفراد شعبنا العظيم .. والله الموفق والمستعان .. والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته».
وكان خطاب مبارك الذي ألقاه مساء أول من أمس أدى إلى مزيد من الغضب
ومَثّل وقوداً للثورة في يوم انتصارها, وتفجرت التظاهرات المليونية في
غالبية المدن المصرية طوال يوم أمس, وانقلبت كلها إلى احتفالات برحيل
مبارك. ولم تنم مصر أمس ليلتها وبقى المصريون في الشوارع يحتفلون في ظل حظر
للتجول نسى الجميع ما إذا كان ما زال مفروضا في عهد جديد أم لا؟. وتحولت
المظاهرات الغاضبة في شوارع القاهرة والمحافظات إلى كرنفال احتفالي ضخم
تعالت فيه الهتافات تعبيرا عن الفرحة بعد يوم عاصف من المسيرات التي
استهدفت حصار المؤسسات الحكومية والسيادية. وعمت الاحتفالات مختلف شوارع
وميادين البلاد ودوت أبواق السيارات في مختلف المناطق وتحول ميدان التحرير
الذي كان مركزا للاحتجاجات إلى مركز للاحتفال وبات الغاضبون فرحين يرددون:
«مبروك لمصر .. مبروك الحرية» و«الشعب أسقط النظام» و»الجيش والشعب أيد
واحدة» وسمعت هتافات المحتشدين في ميدان التحرير من على مسافات بعيدة،
ووزعت العصائر والحلوى والورود في مناطق عدة لتعيش القاهرة وعواصم
المحافظات ليلة فرحة أمس أطلقت فيها الصوارخ والشماريخ بكثافة في منطقة وسط
القاهرة.
وجال وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي في محيط
منطقة القصر الجمهوري وحيا المتظاهرين الذين احتشدوا أمامه بالآلاف في
سابقة هي الأولى من نوعها وحاصروه رغم علمهم بأن مبارك ليس داخله، إذ كان
غادر القاهرة وأفراد أسرته إلى شرم الشيخ قبل صلاة الجمعة.
واحتفلت الجماهير حول القصر مع رجال الحرس الجمهوري الذي كان أحاط
المنطقة, ورغم أن تظاهرات الأمس أظهرت أن هناك خطراً كبيراً يهدد البلاد
بعدما بدأت الفئات الاجتماعية المطحونة تتحرك وتتجه إلى عصيان مدني, وأن
المطالب السياسية لم تكن تستحق كل هذا الالتفاف والغموض من جانب الحكم منذ
تفجر الثورة, إلا أن الإعلان عن تنحي مبارك أنقذ البلاد من هذا الخطر
الداهم, خصوصاً بعد أن وجد الجيش الذي يحمي البلاد نفسه وقد دخل في مرحلة
ظهر منها أنه سيدفع ثمن عدم استقرار البلاد وبقاء مبارك في الحكم. ورغم
البيان الثاني للجيش الذي قال إنه ضامن ومؤيد للمطالب المشروعة, إلا أن كل
تفاعلات الأمس أظهرت ضرورة صدور موقف حاسم من الجيش تجاه الرئيس الذي ترك
العاصمة وباقي المدن المصرية تشتعل وذهب إلى حيث الراحة والنقاهة. ومثلت
المظاهرات أمس رقماً قياسياً وكانت الأكثر عدداً في تاريخ العالم ومثلت
رداً على احتفاظ مبارك بعناده إلى أن انهارت مقاومته وأعلن التنحي, علماً
بأن الأوضاع كانت تتغير كل ساعة في ظروف ثورة وليست بضع تظاهرات. في حين أن
مبارك كان يتصرف وكأنها أزمة عابرة كأزمة أنابيب الغاز أو الخبز, ما يفسر
أن بيانات الجيش قبل إعلان التنحي لم ترمم جدار الثقة الذي أنهار بين الشعب
والحكم, على رغم أن البيان لقي الرضا في بعض الأوساط السياسية, إلا أن
وتيرة الثورة المتسارعة كانت تخطته. وانتصرت الشرعية الثورية وهتف الناس في
الميادين والشوارع مجدداً «الشعب والجيش يداً واحدة» وهو الشعار الذي ظل
يردده الثوار والمحتجون طوال 18 يوماً ومنذ أن نزل الجيش إلى الشارع يوم 28
كانون الثاني (يناير) الماضي. وبتنحي مبارك وتولي الجيش السلطة يكون
البرلمان بمجلسيه (الشورى والشعب) قد تم حلهما إضافة إلى حكومة الفريق أحمد
شفيق ليحدد الجيش الطريقة التي ستدار بها البلاد خلال مرحلة انتقالية
يتولى فيها الجيش مهام البلاد ضماناً لتحقيق مطالب الثورة.
المصريون ليلتهم أمس، للمرة الأولى منذ نحو 30 عاماً، من دون الرئيس حسني
مبارك الذي حصل على لقب الرئيس السابق. وكتب الشعب تاريخاً جديداً، فأصبح
ممكناً ما كان مستحيلاً، بعد 18 يوماً من الثورة التي أطلق شرارتها الشباب،
ونجحوا في إجبار مبارك على إعلان التنحي عن الحكم لتطوي مصر صفحة حكمه.
وعمت الاحتفالات أنحاء مصر بعدما ألقى نائب الرئيس عمر سليمان بياناً
عبر التلفزيون الرسمي أعلن فيه أن مبارك تنحى عن الحكم وعهد بأمور البلاد
إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وظلت مساندة الجيش للثورة منذ تفجرها في
25 كانون الثاني (يناير) الماضي نموذجاً للعلاقة بين شعب وجيشه، إذ أظهر
التعامل الراقي لرجال الجيش مع المحتجين سواء في ميدان التحرير أو باقي
أنحاء مصر، أن الجيش رد الجميل للشعب الذي كان أيد تحرك الجيش في العام
1952 وحوله إلى ثورة.
وحرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة على طمأنة الشعب في بداية توليه
السلطة، فأكد أنه «ليس بديلاً عن الشرعية التي يرتضيها الشعب». وحيا المجلس
في البيان الرقم 3 الذي تلاه مساعد وزير الدفاع اللواء أركان حرب محسن
الفنجري الرئيس مبارك «على موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا للوطن»،
رغم أن الجيش مارس ضغوطاً على مبارك ليتنحى، وفقاً لما أكدته مصادر مطلعة
لـ «الحياة». وحيا الفنجري الشهداء «الذين ضحوا بأرواحهم فداء لحرية وأمن
بلدهم». وما أن تلفظ مساعد وزير الدفاع بكلمة «الشهداء»، إلا وتوقف عن
تلاوة بيانه وأدى التحية العسكرية. ورحب مختلف الأطياف بتنحي مبارك. وقال
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لـ «الحياة» إنها المرة الأولى في
تاريخ مصر ومن المرات النادرة في التاريخ العالمي أن يقوم الشباب بـ «ثورة
بيضاء» تنتهي بتنازل رئيس الدولة «في عملية غاية في التحضر وعلامة على
التصميم والإصرار خلقت مزاجاً وجواً مختلفاً في مصر والعالم العربي كله».
وأضاف: «يجب أن ننظر إلى المستقبل وبناء مصر على أساسين: أولهما الوحدة
القومية وثانيهما الاتفاق على أجندة وجدول أعمال لإرساء الديموقراطية
والإصلاح الشامل». وعن مخاوف البعض من التحول إلى حكم عسكري في ضوء تولي
المجلس الأعلى للقوات المسلحة القيادة، قال موسى: «لا تنسى أن الشعب هو من
دفع الأمور إلى هذه النتيجة التاريخية، ولا يجب أن ننسى دور الجماهير التي
حققت هذا التحول. ومطلوب أن يلتحم الجيش والشعب في هذه اللحظة التاريخية».
ورفض الإفصاح عن خططه للترشح للرئاسة، قائلاً: «لنتابع التطورات».
وقال نائب مرشد «الإخوان المسلمين» الدكتور رشاد البيومي لـ «الحياة» إن
تنحي الرئيس «شيء طيب جداً»، مشيراً إلى أن خطاب التنحي «مثّل انهياراً
لهذا النظام من قمته إلى أخمص قدميه... ونرجو الله أن يكون التنحي بداية
جيدة لمراحل تالية جيدة بحيث تنتقل السلطة انتقالاً سلمياً إلى حكومة مدنية
ديموقراطية تكون عاملاً هاماً في استقرار مصر».
وكتب مفجر «ثورة الشباب» وائل غنيم على صفحته على موقع «تويتر»: «مبروك
لمصر... المجرم غادر القصر»، فيما كتب المدير العام السابق للوكالة الدولية
للطاقة الذرية محمد البرادعي على صفحته على موقع «فيسبوك»: «هذا أعظم يوم
لي وللمصريين. مصر أصبحت الآن محررة ويستطيع المصري أن يعيش فيها بكرامة
بعد أن استرد الشعب حريته وآدميته»، مضيفاً أن «مصر ستكون دولة ديموقراطية
تقوم على العدالة الاجتماعية». وحيا موقف الجيش «الذي سنعمل معه خلال
المرحلة الانتقالية لتحقيق انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة». وقال إنه لا
ينوى الترشح للانتخابات الرئاسة المقبلة. واعتبر المعارض البارز أيمن نور
أن يوم تنحي مبارك «يوم عظيم».
وقال مساعد وزير الدفاع في البيان الرقم 3: «بسم الله الرحمن الرحيم
البيان رقم 3 من المجلس الأعلى للقوات المسلحة: أيها المواطنون، في هذه
اللحظة التاريخية الفارقة من تاريخ مصر، وبصدور قرار الرئيس محمد حسني
مبارك بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة
بإدارة شؤون البلاد، ونحن نعلم جميعا مدى جسامة هذا الأمر وخطورته أمام
مطالب شعبنا العظيم في كل مكان لإحداث تغيرات جذرية، فإن المجلس الأعلى
للقوات المسلحة يتدارس هذا الأمر مستعينا بالله سبحانه وتعالى للوصول إلى
تحقيق آمال شعبنا العظيم وسيصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاحقا بيانات
تحدد الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع. مؤكدا في نفس الوقت أنه
ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب، ويتقدم المجلس الأعلى للقوات
المسلحة بكل التحية والتقدير للسيد الرئيس محمد حسني مبارك على ما قدمه في
مسيرة العمل الوطني حربا وسلما وعلى موقفه الوطني في تفضيل المصلحة العليا
للوطن، وفي هذا الصدد فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتوجه بكل التحية
والإعزاز لارواح الشهداء الذين ضحوا بإرواحهم فداء لحرية وأمن بلدهم ولكل
أفراد شعبنا العظيم .. والله الموفق والمستعان .. والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته».
وكان خطاب مبارك الذي ألقاه مساء أول من أمس أدى إلى مزيد من الغضب
ومَثّل وقوداً للثورة في يوم انتصارها, وتفجرت التظاهرات المليونية في
غالبية المدن المصرية طوال يوم أمس, وانقلبت كلها إلى احتفالات برحيل
مبارك. ولم تنم مصر أمس ليلتها وبقى المصريون في الشوارع يحتفلون في ظل حظر
للتجول نسى الجميع ما إذا كان ما زال مفروضا في عهد جديد أم لا؟. وتحولت
المظاهرات الغاضبة في شوارع القاهرة والمحافظات إلى كرنفال احتفالي ضخم
تعالت فيه الهتافات تعبيرا عن الفرحة بعد يوم عاصف من المسيرات التي
استهدفت حصار المؤسسات الحكومية والسيادية. وعمت الاحتفالات مختلف شوارع
وميادين البلاد ودوت أبواق السيارات في مختلف المناطق وتحول ميدان التحرير
الذي كان مركزا للاحتجاجات إلى مركز للاحتفال وبات الغاضبون فرحين يرددون:
«مبروك لمصر .. مبروك الحرية» و«الشعب أسقط النظام» و»الجيش والشعب أيد
واحدة» وسمعت هتافات المحتشدين في ميدان التحرير من على مسافات بعيدة،
ووزعت العصائر والحلوى والورود في مناطق عدة لتعيش القاهرة وعواصم
المحافظات ليلة فرحة أمس أطلقت فيها الصوارخ والشماريخ بكثافة في منطقة وسط
القاهرة.
وجال وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي في محيط
منطقة القصر الجمهوري وحيا المتظاهرين الذين احتشدوا أمامه بالآلاف في
سابقة هي الأولى من نوعها وحاصروه رغم علمهم بأن مبارك ليس داخله، إذ كان
غادر القاهرة وأفراد أسرته إلى شرم الشيخ قبل صلاة الجمعة.
واحتفلت الجماهير حول القصر مع رجال الحرس الجمهوري الذي كان أحاط
المنطقة, ورغم أن تظاهرات الأمس أظهرت أن هناك خطراً كبيراً يهدد البلاد
بعدما بدأت الفئات الاجتماعية المطحونة تتحرك وتتجه إلى عصيان مدني, وأن
المطالب السياسية لم تكن تستحق كل هذا الالتفاف والغموض من جانب الحكم منذ
تفجر الثورة, إلا أن الإعلان عن تنحي مبارك أنقذ البلاد من هذا الخطر
الداهم, خصوصاً بعد أن وجد الجيش الذي يحمي البلاد نفسه وقد دخل في مرحلة
ظهر منها أنه سيدفع ثمن عدم استقرار البلاد وبقاء مبارك في الحكم. ورغم
البيان الثاني للجيش الذي قال إنه ضامن ومؤيد للمطالب المشروعة, إلا أن كل
تفاعلات الأمس أظهرت ضرورة صدور موقف حاسم من الجيش تجاه الرئيس الذي ترك
العاصمة وباقي المدن المصرية تشتعل وذهب إلى حيث الراحة والنقاهة. ومثلت
المظاهرات أمس رقماً قياسياً وكانت الأكثر عدداً في تاريخ العالم ومثلت
رداً على احتفاظ مبارك بعناده إلى أن انهارت مقاومته وأعلن التنحي, علماً
بأن الأوضاع كانت تتغير كل ساعة في ظروف ثورة وليست بضع تظاهرات. في حين أن
مبارك كان يتصرف وكأنها أزمة عابرة كأزمة أنابيب الغاز أو الخبز, ما يفسر
أن بيانات الجيش قبل إعلان التنحي لم ترمم جدار الثقة الذي أنهار بين الشعب
والحكم, على رغم أن البيان لقي الرضا في بعض الأوساط السياسية, إلا أن
وتيرة الثورة المتسارعة كانت تخطته. وانتصرت الشرعية الثورية وهتف الناس في
الميادين والشوارع مجدداً «الشعب والجيش يداً واحدة» وهو الشعار الذي ظل
يردده الثوار والمحتجون طوال 18 يوماً ومنذ أن نزل الجيش إلى الشارع يوم 28
كانون الثاني (يناير) الماضي. وبتنحي مبارك وتولي الجيش السلطة يكون
البرلمان بمجلسيه (الشورى والشعب) قد تم حلهما إضافة إلى حكومة الفريق أحمد
شفيق ليحدد الجيش الطريقة التي ستدار بها البلاد خلال مرحلة انتقالية
يتولى فيها الجيش مهام البلاد ضماناً لتحقيق مطالب الثورة.
KOORANET
كورة نت
: موقع , كورة نت موقع رياضي اخباري يرصد الأخبار الرياضية العربية والعالمية ، الموقع يحتوي على ترتيب للجداول الدوريات حسب الدوري المفضل لديك ، ويحتوي على جدول لمباريات اليوم ومباريات الغد ,ويحتوي ايضأ على صفحة للبث المباشر لجميع قنوات البين سبورت وابو ضبي الرياضية ، نقل مباشر، لسنا الأول في النقل المباشر ولكن نسعى ان نكون اول اختياراتكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق